القائمة الرئيسية

الصفحات

الوسواس القهري : مفهومه ،أسبابه وعلاجه من منظور إسلامي



الوسواس هو حالة نفسية تظهر على شكل أفكار متكررة ولا يمكن التحكم بها وأيضا سلوكيات قهرية يحس الإنسان بأنه مجبر على القيام بها للتخفيف من القلق الناتج عن تلك الوساوس ودين الإسلام يحثنا على التغلب على الوسواس بالتوكل على الله واتباع تعاليم الدين. وفي هذا المقال سنتحدث عن مفهوم الوسواس وأنواعه، أسبابه وأعراضه وأيضا عن علاجه مع التركيز على المنظور الإسلامي.


 

أنواع الوسواس


الوسواس الفكري: وهو عبارة عن أفكار متكررة تسيطر على الإنسان وهو لا يرغب فيها كالخوف من الإصابة بالمرض او الخوف من الموت أو إيذاء الآخرين.


الوسواس السلوكي: وهو سلوكيات قهرية كالتحقق المتكرر من إغلاق الأبواب أو إعادة تنظيف شيء ما أكثر من مرة أو غسل اليدين بشكل مبالغ فيه.


الوسواس الديني: وهي الشكوك المفرطة المتعلقة بالأمور الدينية، كالطهارة أو أداء العبادات أو في الصلاة إلى غير ذلك .


الوسواس الصحي: وهو الخوف المبالغ فيه من الأمراض والعدوى حتى من الأشياء الغير المعدية والخوف من الإصابة بمشاكل صحية.


ما هو الوسواس في الإسلام


الإسلام يعتبر الوسواس من عمل الشيطان في كثير من الأحيان، حيث يحاول الشيطان تشتيت المؤمن وإضعاف إيمانه.ويحثنا على مقاومة وسوسته بالاستعاذة بالله عز وجل؛  يقول تعالى: "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (فصلت: 36). كما يُرشد الإسلام إلى طرق للتعامل مع الوسواس كالتمسك بالدعاء وكثرة ذكر الله، مما يطمئن القلب ويقويه أمام عدوه .


أسباب الوسواس


عوامل بيولوجية: تبين الأبحاث أن سبب الوسواس قد يكون اختلالًا في كيمياء الدماغ، وخاصة في مادة السيروتونين، وهذا الاختلال يؤدي إلى ظهور الوسواس.


عوامل نفسية واجتماعية: كذلك الضغوط النفسية، الصدمات، والتجارب السلبية يمكن أن تسهم في ظهور الوسواس لأنها تضعف شخصية الإنسان وتجعل اختراقه سهلا من خلال الوساوس الشيطانية.


عوامل روحية: من أسباب الوسواس الديني هو الجهل ببعض الأحكام الشرعية أو تأثير الشيطان بدخوله إلى بدن الإنسان فحينئذ تكثر الوساوس عند هذا الشخص المصاب بالمس.


أعراض الوسواس


الأفكار المتكررة: مثل الخوف المفرط من شيء ما أو الشعور بالشك المستمر في ما تفعله خلال يومك سواء داخل البيت او خارجه .


السلوكيات القهرية: مثل غسل اليدين بشكل متكرر، التحقق المتكرر من الأقفال، أو ترتيب الأشياء بشكل مفرط الى غير ذلك .


التأثير على الحياة اليومية: يمكن أن يشعر الشخص بالعجز عن التحكم في هذه الأفكار أو الأفعال ، وهذا يؤدي إلى تعطيل الأنشطة اليومية وزيادة مستوى التوتر والقلق عند المصاب بالوسواس .


العلاج في الإسلام


الرقية الشرعية: فالقرآن الكريم كله شفاء وهو  دواء رئيسي للوسواس، وخاصة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين، لما لها من تأثير قوي في طرد الوساوس الشيطانية.


الدعاء: وهو سلاح قوي ضد عدونا وكذلك الاستعاذة بالله من الشيطان، مثل قول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" عند الشعور بالوسوسة.


ذكر الله: كثرة ذكر الله تجعلك في معية الله وتبعد عنك الشيطان وكذلك التحصينات اليومية ، مثل أذكار الصباح والمساء، لتطمئن النفس وتبتعد عن القلق.


التفقه في الدين: تعلم الأحكام الشرعية الصحيحة لأن الجهل سبب في ظهور الوساوس والعلم يقويك أمام مكر الشيطان .


طرق العلاج الأخرى


العلاج السلوكي المعرفي : يعد من أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد المريض على تحدي الأفكار الوسواسية وتغيير السلوكيات المرتبطة بها.


العلاج الدوائي: تستخدم أدوية مثل مضادات الاكتئاب لتحسين التوازن الكيميائي في الدماغ.


الدعم النفسي والاجتماعي: يلعب دور الأهل والأصدقاء دورًا مهمًا في دعم المصاب لذلك ننصحك أن تبحث عن محيط يعينك على تخطي الصعوبات.


الوقاية والتعامل


التعرف على الأعراض مبكرًا: فالتعامل مع الوساوس بشكل مبكر يمكن أن يقلل من  حدتها  على المريض لأن تجاهلها يزيد من ترسخها عند الشخص المصاب وتصبح عادة لديه .


تحسين نمط الحياة: وذلك بممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الصحة النفسية،

والحفاظ على نمط نوم منتظم وصحي، والابتعاد عن التوتر بتجنب المواقف التي تسبب ضغطًا نفسيًا كبيرًا كلما أمكن.


العيش مع الله:  فكلما كان الإنسان قريبا من الله إبتعد عنه عدوه الشيطان الذي يسبب له الوساوس وذلك بالحفاظ على الصلوات الخمس في وقتها وذكر الله ودعائه وقراءة القرآن الى غير ذلك من العبادات .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينتهِ" (صحيح مسلم).

وفي هذا الحديث يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم العلاج النافع  لمثل هذه التساؤلات  التي مصدرها الشيطان الرجيم  وذلك بالانتهاء وعدم الاسترسال في تلك الأفكار  وكذلك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا يمكن أن نقارن الخالق بالمخلوق ومن أراد أن يعرف قدره الله فليتدبر في القرآن الكريم ولينظر إلى مخلوقاته ليعرف الله حق معرفته. 


الصبر والدعاء: حث الإسلام على الصبر عند الابتلاء واللجوء إلى الله بالدعاء، وهو أحد مفاتيح الراحة النفسية فالوسواس إبتلاء للإنسان والدعاء أفضل علاج لكن يلزم الصبر حتى يأتي وقت إجابة الدعاء ورفع هذا البلاء.

 

تعليقات

التنقل السريع