الموت حقيقة حتمية يوقن بها جميع الناس على هذه الأرض بغض النظر عن المعتقدات والديانات التي يدينون بها أي أن الجميع موقن أنه سيموت في النهاية لأنه لم نسمع عن شخص قبلنا بقي حيا ولم يمت
لكن هناك تساؤلات يمكن أن تطرحها عن الموت ولكي يرتاح كل إنسان ويقتنع يلزمه اجابات منطقيه تجعله يصل إلى حقيقة الموت وفهمه فهما جيدا ومن هذه الأسئله
ما هو الموت ؟
ماذا يحدث بعد الموت؟
ما هي علامات الموت؟
هل يمكن التنبؤ بموعد الموت؟
ما هي أهمية الإعداد للموت؟
هل بعد الموت حياه؟
ما هو مصير الانسان بعد الموت؟
لكي يرتاح الإنسان في طريقه وتكون له ثقة في الطريق الذي يختاره فلابد أن يعرف إجابات هذه الأسئلة وكذلك أن يعرف هدفه لكي يركز في طريقه ويعلم الأشياء التي يلزمه فعلها حتى لا يسلك الطريق الخاطئ الذي سيكون شرا عليه
والإسلام يشرح هذا ويجيب عن هذه الأسئله بشكل دقيق ولا يكون معه شك بحيث أن المسلم الحقيقي الذي يعرف إجابات هذه الأسئلة ويعلم مصيره ويؤمن بذلك إيمانا راسخا لا تجده عنده خوف من الموت أو رهاب الموت
فالموت في الإسلام هو خروج الروح من الجسد خروجا نهائيا ليخرج من هذه الدنيا ويفارق الحياة والأحباب والأصدقاء والذي يحدث بعد الموت فالمسلمون يؤمنون بأن هناك حياة أخرى وفيها يحاسب الإنسان على أعماله التي كان يعملها في الآخرة هل كانت كما يريد الله ويرضى أم عكس ذلك أي فالموت في الإسلام هو نقطة انتقالية من الدنيا إلى دار أخرى وليس نهاية مطلقه
أما علامات الموت فتظهر بعض العلامات كضعف الجسد، قلة النشاط والتغيرات في التنفس إلى غير ذلك وبخصوص التنبؤ بموعد الموت فهو لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ويعلم وقت وفاة كل شخص منا ولا يعلم ذلك إلا هو؛ وتتمثل أهمية الإعداد للموت في أن ذلك يساهم في نجاة العبد يوم القيامة ويوم الحساب لأن في الإسلام الإنسان لم يخلق عبثا ولكنه خلق ليعبد ربه وسيحاسب على ذلك بعد الموت لأن هناك حياة أخرى، حياة البرزخ ثم البعث وفي الآخره إما نعيم أبدي وإما عذاب أبدي وهذا هو مصير كل إنسان لأن كل إنسان مكلف كما قال الله سبحانه وتعالى وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون
فالإسلام جاء ليعلمنا أننا مسؤولون وأننا سنسأل بعد الموت لكي لا نضيع أوقاتنا في الدنيا في أشياء لن تنفعنا في الآخرة والإنسان الفطن الذكي هو من ينتبه ويعلم ما ينتظره ويشغل نفسه به حتى لا يتحسر بعد الموت
وبعد أن يعرف الإنسان أجوبه هذه الاسئله فإنه يرتاح داخليا ويعلم وجهته لأنه علم لماذا يعيش في هذه الدنيا والى أين هو ذاهب
ولكي تفهم أكثر هذا المعنى فانصحك بقراءة القرآن بتدبر فقط لتنظر هل هو يجيب بشكل واضح وصريح أم لا فقد قال الله عز وجل أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
ومن الآيات التي تحدث فيها الله سبحانه وتعالى عن الموت قوله
واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
وقوله أيضاً : كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
وكان ابن عمر يقول : ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك ) رواه البخاري
فالقرآن يخبرنا أننا سنموت ويلزمنا أن نعمل لما بعد الموت حتى نرتاح راحة أبدية وتذكرنا للموت لا يعني أن نعيش في حزن وهم ولكن هو سبب يحفزنا للعمل لما نحن مقدمون عليه لأننا لم نخلق عبثا كما ذكرنا في الآية السابقة لذلك يلزمنا أن نجتهد لنكون في الآخرة من الفائزين
ومن أسباب الطغيان والفساد والشر المنتشر في الأرض هو الغفلة عن الموت وكذلك العقيدة الخاطئة التي لا يرضاها الله سبحانه وتعالى لعباده لذلك يلزم على الانسان أولا أن يبحث عن العقيدة الصحيحة ثم يلتزم بها ليحضر نفسه لما بعد الموت
هذه المقالة المختصرة عن الموت هي دعوة لكل من يقرأها ليقف وقفة مع نفسه، وقفة صريحة يراجع فيها أموره وينظر في حياته هل هي على الشكل الذي يرضي خالق هذا الكون لأن خالق هذا الكون واحد وهو خالق كل شيء فلا يمكن أن تختلف الطرق إليه أو تختلف العقائد فإنما هو دين واحد
تفكر وابحث ما هو الدين الحق والاسلام جاء ليبين للناس أنه الدين الذي يلزم على الناس جميعا أن يتبعوه وهو يدعو الناس ليتدبروا في آيات الله الكونية وكذلك في كتابه ليصلوا الى حقيقة هذا الدين وهل هو الذي ارتضاه الله لهم أم لا
الدنيا قصيرة ولا تستحق أن نضيعها فيما لا ينفعنا وخير ما نشغل به أوقاتنا وما سينجينا في الآخرة عندما نلقى الله سبحانه وتعالى
ندعوكم لمشاهدة فيديو لموعظة عن الموت في قناتي على اليوتيوب و ندعوكم للإشتراك في القناة ومشاركة الفيديو فالدال على الخير كفاعله
أسال الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات
إرسال تعليق